لايبرح متميز وناجح في باب من الأبواب او فن من الفنون حتى يذوق المعاناه بأنواعها من همز وغمز وتحطيم وتكبيت وتجاهل وافتراء وإستهزاء وتنقص في هذا السبيل حتى يحترق بنار الجهد والدأب والانصهار ليكون عطاؤه صادقاً نابعا من قلبه ووجدانه.
الكلمه الملتهبه المؤثره هي التي يذوق صاحبها طعمها ويحس بحرارتها وتأثيرها قبل غيره سواء من قصيده بديعه او من كتاب رائع يحكي ماذاقه بريشة موحيه او مقال نافع او قصة هادفه نسمع الآلاف من الكلمات والقصائد والخطب والمؤلفات والمقالات ولكنها جثث هامده كالمترديه والنطيحه وما أكل السبع لانها قدمت بلا معاناه ولا معايشه ولا روح فخسرت قيمتها وتأثيرها ووقعها إن الاكثار شئ والجوده شئ آخر وأفضل العبادة أحسنها ( ليبلوكم أيكم أحسن عملا) .
من رغب في مدح الناس وخاف من ذمهم عاش قلقاً ممزقا مرعوبا ترضيه الكلمة وتغضبه وترفعه المقوله وتخفضه يراقب الناس في الحركات والسكنات ماذاقالوا ؟! وماذا يريدون؟! وماهو رأيهم ؟! وهذا نهاية الكدر وغاية الشقاء لكن من راقب ربه وخاف ذنبه أفلح وسعد حينها ترتاح روحه وتأنس نفسه وتهدأ خواطره ويطمئن قلبه ويعيش حياته في أمن وأمان لاتثق بمدح الناس و لاتخش ذمهم فكل يوم لهم مذهب يرضون لأ غراضهم ويغضبون لها فعامل أنت واحداً أحداً فرداً صمدا لانه سوف يقبل لك بقلوبهم على رغم أنوفهم لاتنخدع بكثرة الإخوان والأصدقاء وقت الرخاء فإنهم ذباب طمع ولن تجد منهم وقت الأزمه الا قليلاً فخالطهم بالمعروف ولاتثق الا بالله .